lundi 8 juillet 2013

إيطاليا.. المتجدّدة

شفاء مراد
النجوم الأربعة التي تزيّن قميص إيطاليا, أحرزتها بفضل أسلوبٍ لا يُعجب الكثيرين, لكنه كان فعالاً لدرجةٍ صار قدوة لعددٍ كبير من المدربين, وهو ما يسمى بالكاتناتشو, أي الأسلوب الدفاعي. طريقة تدمير أسلوب المنافس, كان الإيطاليون روّادها, لكن.. يبدو أن الأمور بدأت تتغير منذ قدوم تشيزاري برانديلي لقيادة المنتخب.
قد يكون المنتخب الإيطالي هو الوحيد أو ربما الأبرز في تاريخ كرة القدم, الذي يقوم بتغيير جذري في أسلوب لعبه الذي لطالما عُرف به.
تشيزاري برانديلي, وبشكلٍ غير مباشر, أنطونيو كونتي مدرّب يوفنتوس, كان لهما الفضل الأول بإحداث هذه الثورة التي طرأت على أسلوب الدوري الإيطالي بدايةً, ومنه إلى المنتخب.
بدأها كونتي مع يوفنتوس, باعتماده طريقة 3-5-2, وأسّس أسلوب لعب يعتمد السيطرة على الكرة. من بعده اعتمدها وأكملها برانديلي مع المنتخب, مع الاحتفاظ على خط وأسلوب الدفاع "الأشهر" في العالم, اتّجه إلى الاعتماد على خط وسطٍ قوي, يمكنه التحكّم بزمام الأمور, وصولاً إلى هجومٍ خطير, يستطيع الوصول وإنهاء الهجمات بأي لحظة.
شخصية برانديلي ودورها
لا بدّ من التوقّف عند شخصية هذا الرجل والوقوف احتراماً له. هو الذي آمن بطريقة كانت مفاجئة وصادمة للكثيرين, ولم يتأخر كثيراً حتى يثبت أنه "قائد" بكل ما للكلمة من معنى.
ففي كأس القارات الأخيرة, وعلى الرغم من "ضعف" شخصية خط هجومه وافتقاره للأسماء اللامعة, إلا أنه لم يتردّد في عدم استدعاء بابلو أوزفالدو, لاعب روما, بسبب سلوكه وأخلاقه في الفترة الأخيرة مع ناديه ومدرّبه, على الرغم من حاجة برانديلي الكبيرة لفنّيات هذا اللاعب. كما أنه لم يتردّد في إجلاس ستيفان الشعراوي على دكة البدلاء بسبب حالته النفسية وخلفيات "قصص" انتقاله ووضعه مع فريقه الحالي ميلان, مع العلم أن الشعراوي هو أحد أفضل لاعبي خط هجوم في الدوري الإيطالي حالياً.
كما لم يتوان برانديلي على الاعتماد على لاعب يوفنتوس إيمانويلي جياكيريني, الذي لا يلعب أساسياً مع فريقه, وهذا يعتبر عادةً أمراً نادراً, أن يتم استدعاء لاعب غير أساسي مع فريقه للانضمام لصفوف المنتخب, لكن برانديلي يعرف تماماً ماذا يريد, وعرف أن هذا اللاعب يخدم أسلوبه وهذا كان بالفعل ما أثبته جياكيريني, الذي كان دون أدنى شك, أحد أفضل لاعبي الآتزوري في كأس القارات.
كأس القارات الأخيرة, شهدت على الاختبار الأقوى لأسلوب برانديلي, على الرغم من أن الإصابات وحالات بعض اللاعبين النفسية لم تخدم المدرّب كثيراً, لكنه, وفي لقاء نصف النهائي أمام أسبانيا تحديداً, أثبت أن في مونديال البرازيل 2014, هناك منتخب قد ترَونه, على الأرجح, في المباراة النهائية, وعن جدارة.

0 التعليقات:

Enregistrer un commentaire