lundi 10 juin 2013

محاربو الـ"ساموراي" من أجل الرقص على إيقاعات السامبا



تدخل اليابان غمار كأس القارات المقررة في البرازيل من 15 الى 30 حزيران/يونيو الحالي دون أي مركب نقص بعدما حجزت قبل أسبوع بطاقتها إلى نهائيات كأس العالم المقررة في البرازيل أيضاً العام المقبل.

وباتت اليابان أول منتخب يحجز بطاقته إلى مونديال 2014 عبر التصفيات، والثاني بعد البرازيل المضيفة والتي تأهلت تلقائياً.

وتأمل اليابان في استعادة أمجادها الغابرة قبل عقد من الزمن عندما أبلت البلاء الحسن بنجاحاتها المبهرة سواء قارياً أو دولياً.

فقبل 10 أعوام بالتحديد، كان المشجعون اليابانيون يعيشون على وقع الإنجازات التاريخية لجيلهم الذهبي الذي شرّف كرة القدم العالمية في البطولات الكبرى مطلع القرن الجديد. ففي مدى 6 أعوام، أحرزت اليابان لقبين قاريين (كأس آسيا 2000 في لبنان و2004 في الصين) وتوّج منتخب بلادها بلقب بطولة آسيا تحت 16 عاماً ووصافة مونديال الشباب (تحت 20 عاماً) عام 1999 في نيجيريا، وكأس القارات 2001 على أرضها وكوريا الجنوبية، ثم بلغت الدور الثاني للمونديال للمرّة الأولى في تاريخها في نسخة 2002 على أرضها وكوريا الجنوبية أيضاً.

لكن الكرة اليابانية دخلت في سبات عظيم بعد ذلك حتى التعاقد مع المدرب الإيطالي ألبرتو زاكيروني الذي نجح في قيادة منتخب الساموراي إلى اللقب القاري العام قبل الماضي وإلى المركز الرابع في دورة الألعاب الأولمبية الأخيرة في لندن.

أعاد زاكيروني الكرة اليابانية إلى سكة الانتصارات وجعل اليابانيين يفكرون في أن الجيل الحالي الذي يتكوّن عموده الفقري من لاعبين شباب عدة يملكون خبرة البطولات الأوروبية، هو "الجيل الذهبي الجديد"، وذلك بفضل الثقة والإرادة التي نجح المدرب الإيطالي في زرعها في قلوب لاعبيه الواعدين.

ويعتبر زاكيروني كأس القارات فرصة لكسب الثقة وقتل الرهبة والخوف ومقارعة الكبار قبل دخول نهائيات كأس العالم في بلاد السيليساو، خاصة وأن القرعة أوقعتها في مجموعة البرازيل المضيفة وإيطاليا والمكسيك.

كما يطمح زاكيروني إلى تفنيد الأقاويل التي تربط تألق اليابان بمهاجم سسكا موسكو الروسي كيسوكي هوندا صاحب هدف التعادل في مرمى أستراليا الثلاثاء الماضي وهو الهدف الذي خوّل لرجال المدرب الإيطالي حجز بطاقتهم إلى المونديال حيث سجل 5 أهداف، كما أنه ساهم في احراز اللقب للقبها القاري الرابع (رقم قياسي) عام 2011 عندما اختير أفضل لاعب في البطولة.

وخسرت اليابان مباراتين في غياب هوندا بسبب الإصابة في الأولى وبسبب التزامه مع فريقه الروسي في الثانية.

وكان هوندا، الذي يمني النفس بالاحتراف في أحد أكبر الأندية في القارة العجوز، لفت الأنظار في مونديال 2010 بتسجيله هدفين وصنعه لهدف ثالث وساهم بالتالي في تأهل منتخب بلاده إلى الدور ثمن النهائي للعرس العالمي للمرّة الأولى خارج القواعد.

وأبدى هوندا رغبته في التألق في كأس القارات مشيراً إلى أن منتخب بلاده سيذهب إلى البرازيل من أجل "الفوز باللقب".

لاعبون من ذهب 

لكن اليابان تملك جيلاً من اللاعبين الواعدين وفي مختلف الخطوط، في مقدمتهم مايا يوشيدا (24 عاماً) الذي يعتبر أحد أفضل المدافعين في القارة الصفراء. ففضلاً عن تألقه في الجانب الدفاعي فإنه متوفق في بناء الهجمات من الدفاع.

 بدأ مسيرته الكروية مع ناغويا غرامبوس قبل أن يتألق في الدوري الهولندي مع فينلو ومن ثم انتقل إلى ساوثمبتون الإنكليزي حيث وصفه مدربه السابق لاوري ماكمينمي بأنه: "أحد اللاعبين القلائل الذين فرضوا أنفسهم في البريمر ليغ".

ويبقى نجم مانشستر يونايتد الإنكليزي حالياً وبوروسيا دورتموند الألماني سابقاً شينجي كاغاوا (24 عاماً أيضاً) أحد أبرز النجوم الذين تعلق عليهم الآمال في بلاد الساموراي من خلال موهبته الفنية العالية وسجله التهديفي الذي ساهم من خلاله في تتويج بوروسيا دورتموند بلقب البوندسليغا في العامين الأخيرين قبل أن يصبح أول لاعب ياباني يلعب في صفوف الشياطين الحمر حيث فرض نفسه بسرعة وتمكن من تسجيل هاتريك في آذار/مارس الماضي.

ويبقى لاعب الخبرة ياسوهيتو إندو، أكثر اللاعبين خوضاً للمباريات الدولية في اليابان، عنصراً أساسياً في التشكيلة لدوره الكبير في الربط بين الجيل الذهبي واللاعبين الشباب بفضل خبرته الكبيرة التي اكتسبها من خلال التتويج باللقبين القاريين عامي 2004 و2011 ومن مشاركته في مونديال 2006 و2010.

وتضم تشكيلة اليابان إلى كأس القارات 14 لاعباً محترفاً في القارة العجوز بينهم مدافعا إنتر ميلان الإيطالي يوتو ناغاموتو وشالكه الألماني إتسوتو يوشيدا.

الداهية.. زاكيروني 

وأوضح زاكيروني، مدرب ميلان ويوفنتوس سابقاً، ان اليابان ستفاجئ الجميع في البرازيل، وقال المدرب المعروف بتنظيمه الجيّد على أرضية الملعب والتي استلم المهمة عقب مونديال 2010 في جنوب أفريقيا: "سنبذل كل ما في وسعنا من أجل مفاجأة الجميع".

وأضاف زاكيروني: "من أجل الفوز يجب أن نلعب بقتالية وبكثافة عددية لغلق المنافذ والمساحات أمام المنتخبات المنافسة"، مشيراً إلى أن: "اليابان تملك سجلاً جيداً أمام المنتخبات الكبيرة" في إشارة إلى فوزيها التاريخيين على ضيفتها الأرجنتين (1-صفر) في أول مباراة ودية للمدرب الإيطالي على رأس الجهاز الفني للساموراي، وفرنسا بالنتيجة ذاتها.

لكن اليابان ستكون أمام فرصة لرد الاعتبار لخسارتها المذلة أمام البرازيل (صفر-4) ودياً في بولندا وإن كانت المهمة صعبة كون البرازيل تلعب على أرضها وأمام جماهيرها هذه المرّة.

لكن زاكيروني أوضح أن لا مستحيل في كرة القدم وأن الأخيرة لا تعترف بالتصنيف العالمي، وقال: "سنظهر للعالم بأنه بإمكاننا مقارعة أفضل المنتخبات في المسابقات الكبيرة".

يذكر أن اليابان حققت 10 انتصارات و3 تعادلات و5 هزائم في الأشهر الـ18 الأخيرة.





0 التعليقات:

Enregistrer un commentaire